ادبيات

يوميات كاتبة ناشئة 2022 – الحلقة السادسة – كارينا أبو نعيم

كارينا ابو نعيم


ما هو أقسى ،أن تُنفى خارج وطنك أو أن تعيش وحيداً، متروكاً، منسياً ومنفياً داخل جدران منزلك؟.
أصبحنا منعزلين عن الخارج وعن الحياة، أصبحنا نعيش داخل جدران بيوتنا سجناء مع امتيازات امتلاكنا لحريتنا في الخروج والتنقل، لكننا سجناءعلى الرغم من كل تلك الامتيازات.
لسنا وحدنا. فالعالم بأكمله يعيش أزمة حياة، أزمة وجود، أزمة بقاء، وأزمة انتاج …..حتى الطبيعة، حتى الأرض ، حتى السماء جميعها تبدلت، تغيرت، شاخت وبدأ يظهر عليها علامات المرض.
من نحن؟ من نكون؟ أرقام؟ أشكال؟ ظلال تأتي وتذهب دون أن يكون لها أيُّ قرار في المجيء الى دوامة الضجيج التي يطلقون عليها تسمية “الحياة”!
نعيش داخل جدران الغرف، نوهم أنفسنا أننا أحياء، نتنفس ونسير ونتحرك لكن لا أحد منا يدرك الغاية من كل هذا.
هل بحثتم يوماً عن معنى وجودكم هنا؟ عن الهدف ؟ عن الغاية من وجودكم أنتم على هذه الأرض؟ لماذا لم تخلقوا في نجم آخر ، غير الأرض، من نجوم هذا الكون اللامنتهي كما يقال؟ وإن كنتم مميزين فما هي تلك المميزات؟
لم نشهد منذ أن ظهر اول بشري إلا الشر، إذن ، ما هي المميزات التي تجعلنا مختلفين عن مجتمع الحيوان؟ نحن نقتل، نسرق، نغتصب، نمارس كل أنواع الفساد بنشوة كبيرة وفرح عظيم. إلهنا واحد المال. إلهنا واحد السلطة. إلهنا واحد الشر.
نحن نسير الى الوراء، في الواقع، نحن لم نتقدم إلا بالشكل واللباس والمسكن، فمن الكهف ذهبنا الى المدن وناطحات السحاب مباشرة من دون أن يتبدل في داخلنا شيء، من دون أن نتغير، وأن نعتبر من كل ما جرى لهذه البشرية منذ قرون.
وتشتد اوهامنا حتى بدأنا نعتقد أننا أسياد الكون اسياد قرارتنا لتهب عاصفة صغيرة تلقننا الدرس وراء الآخر….لكن دون أن نفقه حقيقة المطلوب منا.
إذن، ما هي مميزاتنا حتى نشعر أننا أكبر من هذا الكون؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »